نصائح للوالدين لمواجهة مرض النكاف عند الأطفال
يُعتبر مرض النكاف واحدا من أمراض مرحلة الطفولة الأساسية، ولكنه كان يُعرف، في الماضي، بأنه مرض يصيب الجيوش وكانت الإصابة به من الأسباب الرئيسية لدخول المستشفى في أثناء الحرب العالمية الأولى.
قيل قديما إن «الوقاية خير من العلاج» وساعدت هذه المقولة كثيرا على التركيز على أهمية الوقاية من الأمراض عن طريق التطعيم، فقد تطور العلم حتى إن بعض أكثر الأمراض فتكا التي كانت تحدث عند مرحلة الطفولة أصبحت أكثر اعتدالا ومن دون مضاعفات.
أحد هذه الأمراض هو النكاف، وهو مرض حاد مُعدٍ يسببه فيروس يصيب الغدد اللعابية وبخاصة الغدد النكفية، وكمثال على ذلك، قبل تطوير اللقاح في فترة الستينات كانت هنالك أكثر من 200 ألف حالة تحدث سنويا في أميركا، أما الآن فعدد الحالات انخفض إلى أقل من 1000 حالة في السنة، مما يبين أن اللقاح لعب دورا هاما في الوقاية من هذا المرض.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن مرض النكاف عبء لا ينبغي الاستهانة به، رغم أن أعراضه تكون خفيفة في العادة، ومعظم حالات النكاف تصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5 إلى 14 سنة.
أسباب النكاف
النكاف يسببه الفيروس المعروف باسم «بارموكسي فايروس» «paramyxovirus»، وهي مجموعة من الفيروسات التي تتسبب عادة في التهابات الجهاز التنفسي العلوي وعادة ما ينتقل عن طريق الهواء، وبعض الالتهابات التي تسببها هذه الفيروسات تشمل النكاف والحصبة والفيروس الذي يتسبب في الإنفلونزا parainfluenzae.
وينتشر مرض النكاف عن طريق رذاذ لعاب المصابين العالقة في الهواء عن طريق الفم والعطس أو السعال، ولكنه أقل عدوى مقارنة بغيره من أمراض الطفولة الرئيسية كما يتطلب أن تكون المسافة قريبة لانتقال العدوى. ويعتبر البشر الوحيدين الذين يصابون وينقلون مرض النكاف، ويدخل الفيروس إلى الجسم عبر المجاري الهوائية ثم ينتقل إلى بقية الجسم عن طريق الدم.
ويزدهر فيروس النكاف في الغدد اللعابية النكفية والتي تكمن في الخدين أمام الأذنين، وعند الإصابة بالعدوى عادة تتضخم الغدد وتصبح مؤلمة.
وتتراوح فترة حضانة مرض النكاف من 12 إلى 25 يوما بمتوسط 14 إلى 18 يوما، وتقول البحوث إن الطفل المصاب بفيروس النكاف يمكن أن ينقل العدوى قبل ظهور أعراضه بنحو يومين إلى 3 أيام وحتى 7 إلى 8 أيام بعد ظهور الأعراض.
علامات وأعراض في أغلب الأحيان ترتفع درجة حرارة جسم الطفل المصاب بالنكاف ويمكن أن تصل إلى 39 درجة مئوية، بالإضافة إلى الإحساس بالصداع وفقدان الشهية، وكل هذه الأعراض عامة، ويصعب تشخيص المرض.
الخاصية الأكثر تمييزا لمرض النكاف هي ألم وتورم في الغدد النكفية، ويظهر انتفاخ في أحد جانبي الوجه أو كليهما (التهاب الغدة النكفية يمكن أن يحدث في 30 ـ 40 في المائة من الحالات)، ومن الممكن أن تتورم الغدد وتصبح مؤلمة جدا لفترة تدوم ثلاثة أيام أو أكثر.
وعادة ما يتفاقم الألم عند الابتلاع، والكلام أو المضغ أو شرب المشروبات خصوصا الحامضة مثل عصير البرتقال أو عصير الليمون، عادة ما تتأثر الغدتان النكفية اليمنى واليسرى بتورم إحداهما قبل الأخرى وفي بعض الحالات تصاب الغدد اللعابية الأخرى التي توجد تحت اللسان أو في الفك.
ويستغرق الالتهاب الخفيف 3 إلى 4 أيام ولكن قد يستمر أسبوعا أو أكثر. ولا يعاني 20 في المائة من المصابين من أي أعراض للنكاف، و40 إلى 50 في المائة يصابون بأعراض غير محددة.
مضاعفات النكاف بعض التعقيدات التي تصاحب النكاف تتضمن الآتي:
- التهاب السحايا، ويمكن أن يحدث في 10 في المائة من مرضى النكاف.
- التهاب الدماغ encephalitis، وحدوث الإصابة بهذا نادر، ولكنها يمكن أن تكون خطرة جدا وقد تؤدي إلى الوفاة أو الإصابة بالعجز.
- التهابات الخصية Orchitis، وتحدث عادة بعد البلوغ عند الرجال.
- التهابات المبيض Oophoritis، وتحدث عادة بعد البلوغ عند النساء.
- التهابات البنكرياس، وتحدث في 4 في المائة من الحالات، وهناك أدلة تشير إلى أن فيروس النكاف قد يؤدي إلى ظهور مرض السكري المعتمد على الأنسولين في بعض الحالات.
بعض الأعراض التي يجب توخي الحذر منها من المضاعفات تشمل ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 39 درجة مئوية، وتصلب العنق والغثيان والقيء والصداع الشديد، والنعاس الشديد، والتشنجات، فقد تشير هذه الأعراض إلى التهابات السحايا أو الدماغ.
وإذا حدث آلام في البطن مع ارتفاع درجة الحرارة أو ألم حاد في المعدة أو تورم في الخصيتين فإنها قد تدل على التهابات البنكرياس، أو التهابات المبيض عند الفتيات أو التهابات الخصيتين في الذكور.
التشخيص والعلاج يستند عادة تشخيص النكاف على الأعراض التي تظهر عند الطفل، وللتأكيد يمكن إجراء بعض الاختبارات المختبرية التي تبين فيروس النكاف والمضاد الحيوي له في الدم، ولكن عادة ما يتم التشخيص اعتمادا على الفحص السريري فقط.
وبما أن النكاف التهاب فيروسي، فلا يوجد علاج له، وينصح الأطباء بأن أفضل طريقة لإدارة المرض هي من خلال السيطرة على الحمى والألم، بتناول المسكنات مثل الباراستامول، والراحة التامة وشرب الكثير من السوائل.
الوقاية من النكاف تكون الوقاية من فيروس النكاف عن طريق التطعيم، في الغالب يتكون اللقاح من فيروسات النكاف حية ولكنها مجهَدة «ضعيفة» ويمكن إعطاؤها وحدها أو كلقاح يجمع بين لقاح الحصبة ولقاح النكاف، والحصبة الألمانية، وتوفر معظم البلدان في الوقت الراهن هذا اللقاح الثلاثي «MMR».
وعادة ما يعطى للأطفال ما بين الشهر 12 والشهر 15، وتعطي جرعة ثانية ما بين السنتين 3 و5 قبل ذهاب الطفل إلى المدرسة، التحصين عادة لا يتم في سن أصغر بسبب انخفاض خطر الإصابة بمرض النكاف قبل السنة الأولى من العمر.
ولقاح النكاف آمن جدا وتوصي به منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
دور الآباء التهابات الطفولة يمكن أن تكون مخيفة للآباء لا سيما إذا لم يتم تطعيم أطفالهم، كوالدين ينبغي أن نشتري راحة بالنا وأن نتبع المثل القائل: «السلامة خير من الندامة» وذلك بالتأكد من تحصين أطفالنا ضد أمراض الطفولة الرئيسية في العمر والوقت المناسبين، كما رأينا أن ما قد يكون مرضا بسيطا قد يكون له الكثير من التعقيدات الخطيرة مثل العجز أو العقم.
8 نصائح للآباء
1. إذا أصيب طفلك بالنكاف، تأكد من رصد درجة الحرارة، وإذا كانت عالية جدا أكثر من 39 درجة مئوية لا تتردد في الحصول على رعاية طبية.
2. لا تستخدم الأسبرين للأطفال الذين يعانون من العدوى الفيروسية، وذلك لأن الأسبرين مرتبط ببعض الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى فشل الكبد (reye’s syndrome).
3. يمكن تهدئة الآلام والتورم في الغدد النكفية بالكمادات الباردة.
4. قدّم لطفلك كثيرا من السوائل وتجنب شرب المشروبات الحمضية مثل عصير البرتقال أو الغِريب فروت.
5. حاول إعداد غذاء سهل البلع لطفلك لتخفيف الألم في أثناء المضغ.
6. النكاف من الأمراض المعدية؛ احرص على تغيب طفلك من المدرسة، وتشاور مع طبيب الأسرة حول الوقت المناسب لعودة طفلك إليها.
7. إذا كان طفلك يشعر بالضيق بسبب الصداع والضوء، أجلسه في غرفة مظلمة إلى أن يزول الصداع أو تقل حدّته.
8. لا يوجد أي دليل علمي على أن بين اللقاح الثلاثي «MMR» ومرض التوحد علاقة؛ لا تمنع طفلك من الحصول على التحصين بهذا اللقاح.