???? زائر
| موضوع: ما الذي يعنيه أن أكون أمّه؟ و ما الذي يعنيه أن يكون طفلي؟ السبت ديسمبر 12, 2009 8:11 am | |
| ما الذي يعنيه أن أكون أمّه؟ و ما الذي يعنيه أن يكون طفلي؟ كان -و سيظل- فرحتي الأولى. بصرخته في التاسعة و خمس و أربعين دقيقة صباح الحادي و الثلاثين من أكتوبر للعام 2004م. عرفت حينها معنى أن يكون لي طِفلٌ من صلْبي. نطفة نمت لتسعة أشهر و ثلاثة أسابيع؛ تعدّى خلالها كل الأرقام الطبية و أفزعني باعتكافه في الظلمات الثلاث! وحده مَن يشعرني بقيمتي، أنني “بطلته”، أنني أعظم مما أتصوّر، يخلق مني أماً منفردة لطفل منفرد.
ما الذي يعنيه أن أكون أمّه؟ و ما الذي يعنيه أن يكون طفلي؟ أن يكون لديك طفلٌ كـ مجاهد؛ فهذا يتطلّب منك صبراً على أسئلته الكثيرة، استفساراته التي لا تتوقف حتى يكتفى من الإجابات، يحاوِر مَن أمامه فإما أن تُقنِعه و إما أن يقنعك!، كل ما يقوم به هو حلَبة سِباق، ربحٌ و خسارة، و لا يقتنع إلا أن أن يكون الأول، الأسرع، و الأكفأ، و بالطبع؛ الحائز على تقدير الجميع!
منذ أن وُلِد؛ فمن المستحيل أن يبقى دقيقة واحدة على هيئة واحدة، يسابق دقائق أيامه حين يلهو، لا يهمه إن كان يلعب وحده؛ فالمهم لديه أن يستمتع بوقته كما يحلو له؛ لا كما يحلو للآخرين. حينما أزجره؛ يكفيه من المراضاة اعتذارٌ و حضن ملبّس بـ ماما تحب دادي ماما سوري؛ ليحتضنني..
ذلك الرضيع البكّاء نما و غدا رجلاً صغيراً يردد على مسامعي كل صباح: دادي يقفل اللمبة ها؟ عشان ماما لا تخاف! طفل الخامسة؛ الذي عرف مبكراً “جداً” أنه رجل البيت، سندي، عوْني، و عِزوتي، و أماني.
|
|