عبر ثلاث خطوات فقط الطفل سيئ السلوك يتحول إلى طفل نموذجي

- كيف يتصرف وما غرضه؟ وكيف أتعامل معه؟ أسئلة تلخص معالم الطريق إلى تحسين سلوك الطفل.
- تقديم بدائل السلوك غير السوي ضرورة قبل نقد هذا السلوك.
- حتى إذا أحسست بالإحباط لا تدع هذا الشعور يصل إلى طفلك.
- هل تخجل أحيانًا من سوء تصرفات طفلك أو أطفالك أمام الغرباء؟
- هل تشعر بأنك محل انتقاد من الآخرين لأنهم يعتقدون أنك لم تحسن تربية أبنائك؟
- هل بدأت تحس بمشاعر سلبية نحو فلذة كبدك؛ لأنه يستفزك دائمًا بسلوكياته غير المسئولة؟
- إن أجبت بنعم عن هذه الأسئلة - وبعد تفكير عميق - فأنت بحاجة إلى دليل يرشدك إلى كيفية الخروج من مأزق الأبناء غير المرضيين أو سيئي السلوك.
- وفي كل الأحوال لا داعي لمشاعر الإحباط واليأس، فالإنسان قابل للتغيير، وعملية التربية تحتاج إلى صبر وعدم استعجال للنتائج، فضلاً عن أن الطريق إلى أطفال نموذجيين يمر بثلاث خطوات فقط.. المهم أن تسيرها جميعًا بدأب وأمل.
- الخطوات يرشدك إليها د. سال سيفر الخبير التربوي فيقول:
إن التعامل مع سوء سلوك الطفل يعد من أشد وأثقل الأعباء الأبوية. عندما يسيء أطفالنا التصرف عادةً ما يصيبنا الإحباط والهم، ولكي تكون لطيفًا لابد من خطة مؤثرة بين يديك، وهاهي الخطة التي ستساعدك على تحديد أكثر الطرق تأثيرًا في كبح السلوك السيئ لطفلك. ولهذه الخطة ثلاث خطوات؛ وكلٌ منها يتطلب اتخاذ قرار فيها.
**الخطوة الأولى:
قم بتحديد الطريقة التي يسيء بها الطفل التصرف.
تحدث معظم التصرفات السيئة كجزء من أسلوب محدد يتبعه الطفل، حيث يتبنى الطفل نموذجًا أو أكثر من سوء السلوك؛ للحصول على ما يريد أو للتعبير عن مشاعره. وهناك أربعة طرق توضح السلوك السيئ للطفل:
- التصرفات المضايقة مثل الإلحاح، الاستفزاز أو الشكوى أو التهجم أو نوبات الغضب.
- العصيان مثل عدم اتباع القواعد وعدم تنفيذ اللوائح.
- السلوك العدواني قولا ًمن السب أو الاحتقار أو فعلاً كالعض والرفس أو الضرب أو والبصق أو المشاجرة.
- التمرد مثل رفض الاستماع أو الجدال.
إن تحديد الطريقة التي يتبعها الطفل في إساءة السلوك ذات أهمية كبرى، إذ أنها تؤدي إلى التعرف على الغرض الذي يدفع إلى سوء السلوك.

**الخطوة الثانية:
تحديد الغرض من إساءة التصرف.
على الرغم من صعوبة التأكد من الدافع أو الغرض الذي يدفع الطفل لإساءة التصرف، فإننا جميعًا نعلم أن هناك دافعًا يقف وراء الكثير من التصرفات السيئة، فبمجرد أن تقوم بتحديد الطريقة التي يسير عليها طفلك في سوء تصرفاته، عليك بالتفكير في الغرض الذي يقف وراءها.
عندما يصبح سوء التصرف سلوكًا مضايقًا، فربما يحاول الطفل بذلك أن يصل إلى أهدافه، ويدفعك للاستسلام أو لتغيير رأيك.
عندما يكون الطفل غير مطيع ربما يرجع ذلك إلى أنه ليس لديه دافع داخلي أو خارجي لتنفيذ ما تريد، ولكن ربما يكون متحمسًا للقيام بشيء آخر مثل محاولة تجاهلك. ويمكن أن يرجع ذلك إلى رغبة في فرض السلطة عليك والتحكم فيك. ويظهر بعض الأطفال سلوكًا عدوانيًا، لذا فهم عادةً ما يعبرون عن ذلك في صورة مشاعر من الغضب أو الإحباط أو الانتقام؛ فربما يصيبهم الغضب أو الاستياء لأنهم لم يقوموا بتنفيذ ما يريدون، أو لاعتقادهم أنك قمت بما يرفضون، ويسعى الطفل المتمرد دائمًا لفرض سلطته وقوته، فهو لا يرغب في تنفيذ ما يُطلب منه، بل يرغب في تنفيذ ما لا تسمح له به.
**الخطوة الثالثة:
اتخذ قرارك بشأن ما تقوله أو تفعله.
نظرًا لأن الغرض الذي يقف وراء التصرفات المزعجة هو محاولة دفعك للاستسلام أو لتغيير الرأي، فإن الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذه السلوكيات المضايقة هي تجاهلها. هذا لا يعني تجاهل المشكلة، ولكن الإجراء الصحيح هو تجاهل الإلحاح والاستفزاز، فيجب ألا تستسلم لمتطلبات طفلك؛ فالغضب يحتاج إلى تجاوب، لذا فإنه من الأفضل أن تقول له "إنني أتجاهلك"، وإنه لمن المفيد إعادة توجيه الطفل "أذناي لا تستمع إلى الإلحاح، لذا عليك أن تطلب ما تريد بصوت مهذب". عليك بذكر بعض من الأمثلة والنماذج المشجعة الإيجابية كسلوكيات بديلة كالطلب بأسلوب مهذب، والتحدث بصوت هادئ؛ وذلك كحل طويل الأمد لتلك المشكلة.
إن الطريقة المثلى للتعامل مع العدوان الشفهي مثل إطلاق السباب والإهانة واللعن هي التقليل من آثارها بعدم المبالغة في رد الفعل، وهذا غالبًا ما يكون صعب التحقيق، ولكن من المفيد التحدث مع طفلك في لحظة هادئة لتفسير الآثار المترتبة على الإهانة والسب- كيف يمكن للكلمات أن تجرح مشاعر الآخرين؟ (هذا أمر غير مقبول فلا بأس من أن تكون متاضيقًا، ولكن لا يجب أن تستخدم كلمات بذيئة لإيذاء مشاعر شخص آخر). عليك بطرح أمثلة ونماذج مشجعة وإيجابية كسلوكيات بديلة: مثل التعبير عن الشعور بالغضب بصورة ملائمة مثل: استخدام الكلمات المناسبة، أو رسم الصور كحلّ طويل الأمد للسلوك العدواني لطفلك.
وهناك أسلوب آخر للتعامل العدواني الفعلي مثل العضّ أو الرفس أو الضرب أو البصق أو المشاجرة، وهو التدخل بسرعة لمنع العدوان، ثم قم بتوجيه طفلك، وأوضح له أنه من الممكن أن يغضب، ولكن لا يسمح له باستخدام العنف في التعبير عن هذا الغضب. هذا غير مقبول. إنه لمن الممكن أن تكون متضايقًا (غاضبًا) ولكن غير مسموح لك أن تضرب شخصًا ما). أما بالنسبة للطفل الأصغر عليك بتوجيهه بقولك (عبر عما تشعر به بالكلمات، فهذا يساعد الطفل الصغير لتعلم استخدام الكلمات للتعبير عما يشعر به إذا اتبع طفلك طريقته الخاصة، عليك باتخاذ موقف حاسم مثل أن تطلب منه الجلوس بعيدًا، أو الابتعاد عنك بعض الوقت، وبمجرد أن يهدأ الطفل ويمكنه التحدث، عليك مشاركته النقاش والإيضاح. عليك بتفسير الآثار المترتبة دائمًا، وهي: إنه من الممكن أن يؤذي شخصًا ما نتيجةً لذلك سواءً جسمانيًا أو عاطفيًا.
عليك بطرح أمثلة ونماذج مشجعة وإيجابية كسلوك بديل مثل: أن تلعبا معًا، أو من خلال المشاركة، أو التحدث بطريقة مهذبة، أو التعبير بصورة ملائمة من خلال استخدام الكلمات المناسبة، أو رسم الصور، وذلك كحل طويل الأمد لتصحيح ذلك السلوك السيئ.
يسعى الطفل المتمرد الذي يرفض الاستماع أو الطاعة عادةً للتحكم، لذا كن هادئ الطبع. فإذا تضايقت فسيلحّ طفلك، وهذا بمثابة انتصار يسعى إليه. كن حازمًا وكن مستعدًا للمواصلة لتحقيق النجاح من الجولة الأولى. عليك بطرح أمثلة ونماذج مشجعة وإيجابية كسلوك بديل مثل: الإنصات لما يطلب من الطفل من المرة الأولى فقل له: (أشكرك للاستماع لما أقوله لك من المرة الأولى، فلقد طلبت منك وضع القمامة في الخارج وإنني أقدر ذلك). وهذا يمثل حلاً طويل الأمد لهذا السلوك.
**كن قدوةً
إنه لأمر مهم أن تلتزم الهدوء عندما يحاول الطفل الجدال معك، وعليك بتوجيهه بقولك (إذا تحدثت إليَّ عليك التحدث بهدوء، سأستمع إلى ما تريد أن تقوله لي).
أما إذا وجدت نفسك قد تورطت في الجدال، عليك أن تتحكم في نفسك أولاً، فقل له: (إنني أرغب في أن أهدأ قبل الخوض في أي شيء. اتركني مع نفسي قليلاً، ثم سأعود إليك للحديث ثانية).
عليك بطرح أمثلة ونماذج مشجعة وإيجابية مثل الاستماع من المرة الأولى والقيام بما يطالب به الطفل بغير نقاش وجدال كحل طويل الأمد لهذا السلوك.
عندما يكون الطفل غير مطيع، أعطه تحذيرًا صارمًا أن يتوقف عن ذلك، أو أنك ستتخذ إجراءً صارمًا معه كأن تقول: (فكر فيما يصدر عنك من أفعال، وإذا تماديت ستلاقي عقابًا، عليك أن تقرر ما ستفعل بتعبير آخر).
أعطه تحذيرًا صارمًا، أوضح أن هذا التصرف ليس بفكرة جيدة، وأوضح له أنه في حاجة لاتخاذ قرار حكيم، أو أنك ستتخذ إجرًاء عقابيًا معه.
أوضح له أن الاختيار الخاطئ سيؤدي إلى آثار أو نتائج سلبية، بينما الخيار الصائب سيؤدي إلى آثار ونتائج إيجابية: (لا بأس من شعورك بالرفض حيال القيام بذلك، ولكنه ما زال عليك أن تقوم به ستكون هناك دائمًا أشياء يتحتم عليك القيام بها حتى إن كنت لا ترغب في ذلك). عليك بجعل نفسك قدوة ومثلاً له، عليك بطرح أمثلة ونماذج مشجعة وإيجابية مثل الطاعة والاحترام كحلٍّ طويل الأمد لهذا السلوك.
- أما أهم ما يجب أن تراعيه وأنت تقوِّم طفلك فهو ألا يتسرب من نفسك إليه إحساس بالإحباط واليأس.. اكظم هذه المشاعر مهما كانت قويةً.. واجتهد في أن يعرف طفلك أنك تحبه وتحسن الظن به - وتكره تصرفاته لا هو شخصيًا - وتتمنى أن يصبح أفضل؛ لأنه يستحق أن يكون الأفضل.

» لعبة الطفل تشاكى
» أداب الطفل المسلم