معتز
عدد المساهمات : 28 نقاط : 74 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
| موضوع: في الملأ الأعلى .. ((عالم الملائكة)) الإثنين مايو 03, 2010 5:07 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين .. والصلاة على إمام الأنبياء والمتقين .. ويعد
فالملائكة .. هم عباد مكرمون يعمرون السماوات والأرض .. خلقهم الله تعالى قبل البشر والجان ..
* * فهذا فصل شيق .. يبين ما أعلمنا الله تعالى عن ملائكته الكرام .. طالبا منّا أن نتفكر ونتدبر في حكمته من هذا البلاغ .. وفي هذا السرد القصير .. أبين : 1- صفاتهم العامة 2- ذكر ما تيسر منهم 3- ذكر خمسة من الملائكة يرافقون العبدج في كل حياته .. 4- العبرة من هذه الرحلة _________________________________________________
1- صفاتهم العامة..
- جاء في وصفهم عموما أن لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع .. وأكثر من ذلك .. إلا أنهم جميعا (أولو أجنحة) كما أخبر الله تعالى - ليس فيهم الذكر والأنثى .. - وأنهم مطيعون لله تعالى لا يفعلون إلا ما يؤمرون ولا يعصون الله ما أمرهم . - وأنهم لا يستكبرون .. ولا يستنكفون عن عبادة الله تعالى كما يفعل الجن والإنس - وأنهم يتمثلون بشكل البشر .. كما كان يتمثل جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم - وأنهم يكلمون من اراد الله من البشر (كما كلموا مريم عليها رضوان الله تعالى ) - وأنهم يلعنون العاصين - ومن صفاتهم انهم يقفون صفوفا (كصفوف المصلين من البشر) فنحن في هذا نقلدهم .. - ومن صفاتهم الدعاء للمؤمنين ولعن الكافرين . - ومن صفاتهم أنهم ليسوا ذكورا ولا إناثا .. فليس عندهم جنسين ولا تكاثر .. - ومن صفاتهم أنهم يتنزلون ويعرجون إلى السماء .. - والبشر (بالعموم) هم أكرم من الملائكة(بالعموم) .. حيث أن الله تعالى خلق آدم بيديه ونفخ فيه من روحه .. وأسجد له الملائكة .. فكان هذا تكريما لآدم على الملائكة .. بأن أسجدهم له .
2- ذكر ما تيسر من الملائكة الكرام ..
جبريل .. عليه السلام.. وهو حامل الرسالة إلى الرسل , والقائم بأوامر الله تعالى التي يأمره بها في هذه الدنيا ..وله ستمائة جناح , كل منها بعرض المشرق إلى المغرب . ومن صفاته القوة والحسن والمكانة الرفيعة وطاعة في الملأ الأعلى (بإذن الله) والأمانة البالغة
ومن أفعاله : حمل الوحي إلى الأنبياء وتأييدهم ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم ومدارسته القرآن في رمضان وهو موكل بالجنود وريح العذاب وتنفيذ عقوبات الله تعالى في الأمم السابقة كقوم لوط وثمود وغيرهم
ومنهم ..حملة عرش الله تعالى .. وهم ملائكة عظام , مابين كتف أحدهم إلى أذنه مسيرة خمسمائة عام .. ومن صفاتهم انهم يستغفرون للمؤمنين ويطلبون لهم قبول التوبة . وإسرافيل عليه السلام هو ملتقم الصور (قرن كبوق الحرب) , وهو أحد حملة العرش ومن عمله النفخ في الصور ثلاث مرات
الأولى نفخة الفرع التي تقوم فيها القيامة والثانية نفخة الموت والثالثة نفخة البعث وفي جبينه عليه السلام , يقع اللوح المحفوظ على قول بعض السلف الصالح .. وقد زار الأرض في بعثة محمد صلى الله علسه وسلم ..
ومنهم ميكائيل عليه السلام.. ويسمى ميكال أيضا وهو الموكل بالنبات والقطر(المطر) وعنده اعوان يحركون الريح والغيم غلى البلد التي قدر الله عليها المطر .. ويحملون قطرات المطر , ليضعوا كل نقطة من المطر في المكان الذي قدره الله تعالى لها . فسبحان الله المدبر ..
ومنهم ملك الموت .. , ولم يرد شيء في إسمه بسند صحيح قد يكون من الاسرائيليات .. إلا بعض الآثار الغير معروفة المصدر , بأن إسمه عزرائيل .. وهو موكل بقبض الأرواح إلى يوم القيامة .. وذكر أنه لا يبعث بعد الموت يوم القيامة (نفخة البعث) .. فلا موت بعد يوم القيامة .
ومنهم الكروبيون.. الذين هم حول العرش .. وهم أشرف الملائكة مع حملة العرش وسماهم الله تعالى (الملائكة المقربون) وهم حافين من حول العرش .. يستغفرون للمؤمنين ويدعون لهم بالقبول ..
ومنهم.. عبّاد السماوات , يعمرون السماوات السبع بالعابدة الدائمة ليلا ونهارا .. فمنهم ساجد وقائم وراكع .. كما أخبر صلى الله عليه وسلم في حديث (أطت السماء) الصحيح
ومنهم.. الطوافون بالبيت المعمور(وهو بيت في السماء فوق الكعبة المشرفة ,يماثل شرفه في السماء شرف الكعبة في الأرض ) - وهم كثر, يطوف منهم سبعون ألف كل يوم بالبيت المعمور , ثم لا يعودون أبدا , فيطوف سبعون ألف غيرهم وهكذا( وما يعلم جنود ربك إلا هو)
الموكلون بالجنة , وإعداد الكرامة والنعيم لأهلها .. وتجهيزها بما يحب الإنسان
ومنهم ملائكة النار .. مالك عليه السلام .. خازن النار .. ملائكة سقر وهم تسعة عشر ملكا .. الزبانية .. الموكلون بعذاب الكفار والعاصين في النار ومناظرهم عذاب , مخلوقون من سخط الله تعالى , ومن صفاتهم الغلظة والشدة ..
أعاذني الله وإياكم من النار ومكلائكتها وأفعال أهلها ..
- ومن الملائكة ملكي القبر (أنكر ونكير) الذين يختبران توحيد المرء وإيمانه ..
ومنهم كتبة صلاة الجمعة الذين يقفون على أبواب المسجد فيكتبون القرابين للمسلمين بقدر تبكيرهم إلى الصلاة ..
- ومنهم من يقاتلون الكافرين بسيف من نار مع المؤمنين .. كما حدث في معركة بدر . - وعند الممات .. يتلقى الكفارَ ملائكة يضربون وجوه وأدبار الكفار .. - بينما يتنزلون على المؤمنين مبشرين (أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .. ويقولون (سلام) للمؤمنين في الآخرة
- ويدعون للمؤمنين وينصحون لهم .. كما نصح جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله علسه سلم .. ويثبتون المؤمنين في الحرب كما قال تعالى في كتابه (( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ )) الأنفال 12
3- الملائكة الموكلون ببني آدم وهم خمسة .. وهم تسعة أصلا .. لكن اربعة منهم يتعاقبون فيصبح المرافقون دائما خمسة .. نذكرهم
1- ملك رقيب يكتب عمله الخير من الفجر غلى العصر .. يعقبه ملك آخر من العصر إلى الفجر 2 - ملك رقيب يكتب عمله السيء من الفجر غلى العصر .ويعقبه آخر من العصر غلى الفجر (وملك الخير موكل بملك الشر .. فغذا عصى المؤمني ربه , أرمه بالإنتظار .. عسى ان يستغفر لذنبه فلا يكتبه ) فهؤلاء أربعة
3- و ملكين واحد من أمامه وواحد من خلفه .. يحفظانه من القدر الذي لم يكتب له من الفجر إلى العصر .. فيعقبهما إثنان من العصر إلى الفجر ..
قال تعالى : (( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ )) الرعد 11
وهما يحفظانه من الحوادث والإصابات ومن أذى هوام الأرض (العقرب والعنكبوت ) وكل قدر لم يكتب له أن يصيبه ويشعر بهم المرء في احوال معينة , كحوادث السير التي يقال عنها (نجى فلان باعجوبة) فهو لم ينجو بأعجوبة , بل حفظه الله بملائكته .. ومن ذلك سقوط الأطفال .. فتجد أحدهم توفي بسقطة بسيطة . والآخر لا يتأثر بسقطه شديدة .. وغير ذلك مما يشعر المرء فيه , وكأنه تنبه فجأة لهذا الشيء .. فهؤلاء أربعة أخرى .
4- وملك موكل بنصحه وحثه على الخير .. إذ أن لكل امرؤ قرينا من الجن يحثه على المفاسد .. وهذا قرين من الملائكة يحثه على الخير . عن عبد الله بن جابر قال , قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينه مِنْ الْجِنّ وَقَرِينه مِنْ الْمَلَائِكَة " قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ " وَإِيَّايَ وَلَكِنَّ اللَّه أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَلَا يَأْمُرنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " أخرجه مُسْلِم
وهناك من تكلم عن أكثر من هذا العدد .. إلا أنهم قدموا حديثا شديد الغرابة . فلم أذكرهم ..
. . .
العبرة من هذه الرحلة ..
فالإنسان محاط من فوقه وتحته ويمينه وشماله وأمامه وخلفه.. فكيف يسخر البعض من الأمانة التي ولّي بها الإنسان .. ولا يفقهون ما علينا من مسؤولية تجاه الله والآخرة .. وكيف يتساهلون مع الله تعالى .. الذي لم يتساهل أبدجا معهم حين وكل بهم كل هذا العدد من الملائكة .
لولا أهمية هذا العبد الفقير .. لما اسجد الله تعالى الملائكة لجنسه .. ولما خلق وأعد الجنة والنار وما فيهما .. ولما وكل به هذا العدد من الملائكة ..
فسبحان الله تعالى عما يصف الضالّون .. وتعالى الله عما تقول ألسنتهم وأفعالهم ..
فهذا درس لا بد للمؤمنين من الوقوف عنده .. وتأمل حقيقته ..وفهم ضرورة التقوى في القلب .. قبل العلم .. ثم القول والعمل بتقوى القلب .. كي لا تقول نفسٌ ((يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله)) اخرج مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء فخطب فقال :
((عرضت علي الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه قال غطوا رءوسهم ولهم خنين قال فقام عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ))
ومن الملائكة غير ذلك .. مما لم أذكره نسيا أو جهلا به .. ومنهم من لم يذكره الله تعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مصادر المقال .. البداية والنهاية لأبن كثير : فصل الملائكة , فصل ترتيب الملائكة كتاب الله تعالى تفسير ابن كثير تفسير الجلالين
إنتهى
| |
|